/ الفَائِدَةُ : (118) /
25/11/2025
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَاللَّعْنَةُ الدَّائِمَةُ عَلَى أَعْدَائِهِمْ أَجْمَعِينَ. / الإِماتة وسائر الأَفعال الإِلهيَّة على طبقات/ إِنَّ الإِماتة على مراتب وطبقات ودرجات من حيث الغلظة واللطافة. أَحدها : ما يقوم به جنود عزرائيل عَلَيْهِم السَّلاَمُ. ثانيها : أَلطف وأشف ، وهي : ما يقوم به عزرائيل عَلَيْهِ السَّلاَمُ. ثالثها : أَلطف وأَشف مِمَّا يقوم به عزرائيل عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وهي : ما يقوم به الاسم الإِلٰهي (المميت) ، وهو : أَحد طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وحقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة في مرتبة الأَسمآء والصفات الإِلٰهيَّة . وهذا ما تُشير إِليه بياناتهم صلوات اللَّـه عليهم ، منها : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، مُخاطباً الحارث الهمداني : « يا حار همدان ، من يمت يرني ، من مؤمن أَو منافق قبلاً »(1). وبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، عن عبد الرحيم القصير ، قال : « قلت لأَبي جعفر عَلَيْهِ السَّلاَمُ : حدَّثني صالح بن ميثم ، عن عباية الأَسدي أَنَّه سمع عليّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ يقول : واللَّـه ، لا يبغضني عبد أَبداً يموت على بغضي إِلَّا رآني عند موته حيث يكره ، ولا يحبّني عبداً أَبداً فيموت على حبِّي إِلَّا رآني عند موته حيث يحب . فقال أَبو جعفر عَلَيْهِ السَّلاَمُ : نعم ، ورسول اللَّـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ باليمين »(2). رابعها : وهي الأَلطف والاشف والأَشدُّ على الإِطلاق والمهيمنة على جميع ذلك ما يقوم به : (الـمُميت) ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة. وعلى هذا قس الإِحياء وسائر الأَفعال والصفات والأَسماء والشؤون(3). فأَين الغلوّ في المقام. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 6 : 181. (2) المصدر نفسه ، 39 : 238/ح25. فروع الكافي ، 3 : 132ـ133